الكشافة في الفكر المسيحي
للمهتمين بالعمل الكشفى زوايا أربع :
أولاً : روح الجماعه :
كان التلاميذ مجتمعين معاً بالرغم أنهم كانوا فى حالة خوف بسبب المشكله التى كانوا يعانون منها إلا أنهم كانوا جماعه واحده متآلفه بالروح القدس .
لذلك فأول هدف من لقائتنا و تجمعنا ككشافه هو روح الفريق أما تجمعنا ككشافة كنيسه فنحن نضيف لها أن نكون كلنا جسد واحد هو جسد المسيح ، نعمل بروح واحده . و لكن إن هرب منا هذا الأحساس أو هذه الرؤيه ستضيع منا بركات كثيره .
نحن لا نهدف إلى كشافه فحسب بل أن نكون الكنيسه . فالكشافه دائماً جماعيه النزعه فهى تنشئ الكشاف على أنه عضو فى جماعه له أنتماء مترابط مع بقية الفريق يعملواً معاً عملاً متكاملاً فهناك من عليه خدمة الحراسه و آخر لأعداد الطعام وهكذا .... الكل له عمل و الكل يعمل معاً فالكشافه عمل جماعى.
أن أساس العمل الكشفى هو تربية الروح الجماعيه فى الناس و هذا أحتياج و الأنسان بطبيعته " أجتماعى" و لكن ليس "جماعى" و الفرق بين الأثنين أن الأجتماعى لا يحب أن يعيش منفرداً و لكنه يعمل علاقات أجتماعيه يختارها هو بحسب مزاجه فهذا أجتماعى بمعنى أنه لا يرغب فى الحياه بمفرده و لكنه لا يلزم أن يكون جماعى يحيا و يفكر و يعمل من خلال الجماعه .
فالجماعه شئ غير الأجتماعيه و الكشافه تنشئ أنساناً جماعى النزعه و الكنيسه ايضاً هى جماعة المؤمنين فجوهرها الجماعيه كما كان أباؤنا الرسل جماعه بالروح القدس لهم روح الفريق الكشفى فكم من رحلات و أسفار قاموا بها بأسلوب منظم و جهد جسمانى كبير و ليس فقط الجهد الروحى أو الفكرى لذلك يرى أغلب الشراح أن معلمنا بولس الرسول كان رجلاً رياضياً لذلك تكلم عن رياضة الجرى و قال الذى يركض لأنه سينال الجهاله و أيضأ كان يخرج مع التلاميذ ليتمشوا فى الزروع و هذا نوع من الحس الكشفى الذى تربيه الكشافه فى أعضائنا فالكشافه تربى الروح الجماعيه كالكنيسه التى هى جماعة المؤمنين فلابد ان يكون لنا هذه الروح فى لقائتنما .
ثانياً: الأهتمام بالنفس الواحده :
الجماعيه لا تلغى الإحساس بالنفس الواحده و هذا هو منهج السيد المسيح فعندما ظهر للرسل دون توما ولم يصدق توما .. ماذا فعل المسيح .. ظهر له ثانيةً بمفرده .. و أيضاً قال للمجدليه "قولى لأخوتى و بطرس" فهذا أهتمام ببطرس ليرد له روح الثقه و الرجاء و أيضاً أهتمامه بالمجدليه "ظهر أولاً لمريم المجدليه" كما أهتم بيعقوب و ظهر له ظهور خاص لأنه سيكون أسقف أورشليم .
السيد المسيح يهتم بالجماعه كتكوين فى جسم واحد ثم يهتم بكل فرد (عضو) فالعضو يحس ببقية الأعضاء لذلك فهدف الكشافه هو البحث عن النفس الواحده فلا ننشغل بالأعداد الكبيره و ننسى قيمة النفس الواحده لئلا نفقد الهدف فالسيد المسيح كان يخاطب (خمسة آلف رجل عدا النساء و الأطفال ) و فى نفس الوقت أهتم بزكا و دخل بيته و أيضاً أهتم بالسامريه و جلس معها عند البئر وأيضاً نيقوديموس .
لذلك يهمنا أن تكون الروح الكشفيه روح خدمه فلا يغيب المعيار الكنسى و الرعوى و الخدمه .. فهدفنا لا أن ننشئ كشافه فقط و لكن ننشئ أعضاء فى جسد و مؤمنيين فى الكنيسه .
ثالثاً الكشافه محورها المسيح :
الكشافه الكنيسه لابد أن يكون المسيح فى محور حياتها ...انت ككشاف .. انت كمرشده ..كقائد ..كقائده ..مع المسيح فى دائرة حياتك .. فى دائرة أهتمامك و تنبه ألا تتحول إلى أنسان علمانى القلب نحن لا نريد كشافه علمانيه . بل كشافه مسيحيه . لذلك "جاء المسيح فى الوسط " و قال لهم سلاماً لكم .
رابعاً : الكشفه ذات رساله :
كما أرسلنى الأب أرسلكم أنا .. فأنتم كشافه ذات رساله .. نعم يوجد البعد الكشفى لأنه يربى .
ليس فيها نتؤات خاطئه أو تصرفات .. شخصيات متكامله يهتم بالروح كما العقل كما بالجسم أيضاً و هذا أفضل ما فى الكشافه إنها تبنى الأنسان جيداً : روحياً ،فكرياً، بدنياً ، أجتماعياً . هناك خمسة أبعاد يمكن أن ننظر لها من خلال الأيه التاليه :
+ الحكمه أى النمو العقلى .
+ النعمه أى النمو النفسى ( أى أن نفسه فيها سلام وصفاء )
+ عند الله أى النمو الروحى .
+ عند الناس أى النمو الأجتماعى .
و من أجل ذلك كانت شخصية المسيح متكامله و هو يحب أن تكون شخصيتنا متكامله أيضاً فالشخصيه المسيحيه المتكامله رسالتنا و هدفنا ككشافه كخادم يركز على خمسة زوايا و يجعلهم متناسقين أما خادم مدارس الأحد فيهتم بالزوايا الروحيه بالذات و هذ من مخاطر الخدمه .
الكشافه رياضه غير عنيفه و رياضه فيها ثقافه ... و أيضاً رياضه جميله من حيث أنها تنحى منحى واحد ليس فيها النتؤ الجسمانى فهى تنمى الجسم والعقل معاً .
كما تعمل على النمو النفسى لأن الترفيه و الرياضه و الحركه الجسمانيه تعطى صفاء نفسى أفضل من الكسل و الخمول الذى يعطى توتر نفسى .
و تعمل على النمو الروحى : لأننا كشافة كنيسه مسيحيه .. كما تساعد فى النمو الأجتماعى ، لأنها تنشئ علاقات قويه و تجعل علاقات ليست غى نطاق كنستك بل مع كنائس أخرى و فى بلاد ثانيه و أعتقد أن هذه رسالتنا يعيشوا فى قوقعه روحيه فعنما يخرج إلى المجتمع يصدم و لا يعرف أن يتعامل مع أحد ... لذا لا يجب علينا أن نهتم بالنمو الروحى فقط و إنما فى باقية زوايا الشخصيه المختلفه .
الأحد أبريل 04, 2010 10:40 pm من طرف nonna